أحدث التحوّل الرقمي والتقدّم المتسارع في تقنيّات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تحوّلًا جذريًا في مجال جمع الأخبار والبثّ ممّا أعاد تشكيل المشهد الإعلامي بأكمله.
كان التحوّل من منصّات فرديّة إلى نهج متعدّد المنصّات، ولم تعد المؤسّسات الإخبارية مكبّلة بقيود البثّ التلفزيوني المبرمج مسبقًا. تبنّت المؤسّسات الإخبارية مجموعة واسعة من القنوات الرقمية، بما في ذلك مواقع الويب وتطبيقات الهاتف المحمول ومنصّات التواصل الاجتماعي والبودكاست. يتيح هذا النهج متعدّد المنصّات إمكانية الوصول إلى المحتوى الإخباري لجمهور أوسع وعلى مدار الساعة.
علاوة على ذلك، أدّى التحوّل الرقمي إلى عصر جديد من المشاركة المتزايدة للجمهور. كانت وسائل الإعلام التقليدية في معظم الأحيان قناة اتصال ذات اتجاه واحد، حيث تقوم بنشر المعلومات إلى الجماهير المتلقية. بينما سهّلت المنصّات الرقمية التواصل في الاتجاهين، وصارت المؤسسات الإخبارية تتفاعل بشكل نشط مع مشاهديها من خلال التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمحادثات المباشرة والتفاعل في الوقت الفعلي، ممّا يجعل تجربة الأخبار أكثر ديناميكية وجاذبية.
كما استلزم التحول الرقمي اتّباع نهج “رقمي أولاً” Digital First أو “الهاتف المحمول أولاً” Mobile First. ومع وصول غالبيّة مستخدمي الإنترنت إلى المحتوى عبر الهواتف الذكية، كان على المؤسسات الإخبارية تكييف استراتيجيّاتها لتلبية احتياجات جمهور الهاتف المحمول. يستلزم ذلك تصميم مواقع انترنت سريعة الاستجابة، وتطبيقات هاتف محمول مُحسّنة ومتلائمة مع مختلف الأجهزة وأحجام الشاشات، والتأكّد من أنّ تجربة مستخدم الهاتف المحمول سلسة وسهلة. سنحاول في هذه المقالة تسليط الضوء على بعض التحولات في التقنيات وطرق العمل المتعلّقة بإنتاج وبثّ المحتوى الإخباري.